ملخص الحكاية
8ـ الست صفية اللي خانت العهد
الراوية: أم بسام الحداد من مدينة الخليل تنطق القاف همزة. كان يا ما كان في قديم الزمان، في هالملك حاكم ملكه وحاكم ماله، كان له ثلاث بنات حلوات، وعنده جمل بحبه كثير. مرض الجمل وانقطع عن الأكل والشرب، خاف الملك ع الجمل، وحاول كل المحاولات عشان يطعمه، والجمل لا أكَل ولا شِرِب. راح الملك قال: نذرٍ علي إني أجوز ها الجمل لوحدة من بناتي لو عاش وأكَل وشِرب. بعث البنت الكبيرة، تطعم الجمل. ظل بارخ وما قبل ياكل منها شي. بعث بنته الوسطى، قدمت للجمل أكِل وشُرب. الجمل دار وجهه وما أكَل ولا شِرب. بعث الملك بنته صفية الصغيرة، وقال لها: حاولي يا بنتي، هذا جمل مبروك، وإذا ما أكل بموت. وإذا مات بتجي لعنة ع كل المملكة. راحت دخلت ع الجمل، من حدّ ما شافها وقف حيله، قدمت له تفاحة أكَلها، وحطت له ميّة شِرب، صار يوكل ويشرب. اليوم الأول، واليوم الثاني، اليوم الثالث شلح الجمل ثوبه، وكشف عن حاله وظهر لها شب حلو وقال لها: أنا ابن ملك مسحور، من أول ما شفتك حبيتك وعشان هيك أنا حابب اتجوزك، ولولا حبي لك كان ظليت جمل وما راح السحر عني. هي كمان حبته بس قالت له: كيف اتجوزك إنت جمل وخواتي رح يتمسخروا علي. قال لها: أبوك نَذر نِذرُه ولما يوفيه إنت مرتي. بيني وبينك أنا رجال بس قدام الناس أنا جمل ولازم تحافظي على سرّي وما تقولي لحدا إنّي ابن ملك، لأنك إذا قلتِ وكشفتِ السرّ بختفي. وهيك تزوجت الجمل كل يوم كانت تطعمه تفاحة، أما خواتها واْحْدة تجوزت وزير. والثانية أمير. وكانوا يعايروها: كيف بتحكي معه؟ بفهم عليك؟ شو جابْ لِك ها الجمل؟ وهي ساكته مش قابلة تْقول سرّ جوزها. وفي يوم من الأيام هجموا الاعداء ع المملكة، الكل حمل سيفه ونزل يحارب، كانت المملكة في خطر. وقفت خواتها وقالوا لها: إحنا ازواجنا بدافعوا عن المملكة وبقتلوا في الاعداء أما جوزك الجمل قاعد ولا اشي بيعمل. وهي ساكته، وما قالت لهم شي، ثاني يوم عايروها في جوزها الجمل وتباهوا عليها بشجاعة ازواجهم وهيّ ساكته، وثالت يوم نزل هالفارس اللي لابس الأبيض وهزم كل الأعداء وطردهم عن المملكة. وهي وخواتها بتفرجوا ع الفرسان في ساحة المعركة فقالوا خواتها: جوزك الجمل ما عمل شي ولا دافع عن مملكتنا، إحنا ازواجنا حاربوا، جوزك جمل يا مسكينة، جمل! من كثر ما انغاظت من خواتها قالت لهم: شايفين الفارس البطل اللي نصرنا في المعركة، هذا هو جوزي الجمل. ومن وقت ما قالت اختفى وما شافته. عاد كانت معطيته تفاحة بس خباها في عباته، دورت عليه وين ما كان، وتعبت كثير، من كثر الهمّ والحزن على فراقه مرضت، وصارت مرميّة في الفراش مريضة. قام الحكيم قال للملك: افتح لصفية حمام بيجوا عليها النسوان يتحمموا، هاي بتحكي وهاي بتحكي والحكي بسليها، وبتنسى زوجها وبطّيب من العَيا. فتحت صفية حمام، قالت: يا أهل البلد اللي عندها قصة تجي تحكي لي القصة. وهذا أجار الحمام. والله تجي ْفلانة تقول: والله أنا اتزاعلت مع جوزي، قلت لُه وقال لّي، ودشّرني وقعّدني. تْقول لها: الله يسهل عليك. يوم ثاني تجي فلانة تقول: والله تْقاتلت أنا وحماتي ودشّرتني ع أهلي. تقول لها: الله يسهل عليك. هيك هي القصص، هذاك له أرض انسرقت، هذاك له ملك اتاخذ، هذاك أخذ أرض أخوه. يوم من الإيام في هالفلاحتين، قالت وحدة: يا فلانة، مَ انروح زي النسوان على حمام الخليل نتحمم وبتكلّفناش، غير نحكي قصة لصفية بنت الملك. قالت لها: طيب، بنسري سروة وان شاء الله بنروح. غَرهم القمر صار ضاوي الدنيا هذاك النهار، إلا هي بتقول لها: يا افلانة إطّلّعي، النهار طلع، إحنا اتأخرنا. قاموا هالثنتين من حبهم للمشوار سحبوا حالهم، وقعدوا يمشوا في هالطريق، اشوية، عتّم القمر، وعتّمت الدنيا، مش عارفين شو اللي بدهم يسوّوه. ضوّا هالقمر وراح القمر، قالت لها: يا فلانة، يلا نطيح نقعد أنا ويّاك على هالشجرة وبنستنّا عَ بين ما النهار يطلع. قالت لها: طيب. قالت لها: يا افلانة نمتِ؟ تْقول لها: لأ يختي ما نمتش. كل شوي يواسوا بعضهم في الكلام حتى يطلع النهار ويطلعوا ع الحمام. والله أخدتهم الرَقدة هيكد، ما شافوا إلا غير هالبسم الله الرحمن الرحيم الجن قاموا وقالوا: يا أرض اشتدّي ماعليك حدا قدّي، يا كراسي انفرشي، يا مزّيكا اطبلي، يا سفرة انحطّي. بعدين ما شافوا إلا الدنيا نوّرت، هالحفلة وهالأكل وهالقعدة وهالرقصة وهالدنيا وهالقيم وهالحط الله بعلم ساعتين، ثلات ساعات زمان، ما شافت إلا هالشب جاب تفاحة، راح شقحها ثلاث اقسام وقال: هذي للشرق وهذي للغرب، وهذي للست صفية اللي خانت العهد. والثنتين قاعدين ع السّكّيت خايفين، وبيتفرجوا، وحدة قالت للثانية: يا اختي والله ما رح نحكي إلا هالقصة اللي شفناها. والله سحبوا حالهم ثاني يوم، ت إفجرت الدنيا، راحوا على الحمّام، قالت لها: يا أختي والله إني أنا معاي قصة ما عمرها مرّت معاي في الحياة، قالت لها: اتفضّلي، قالت لها: يا اختي والله إحنا غرّ فينا القمر واطلعنا. قام القمر غاب وما لقينا حالنا إلا في عتمة، اطلعنا على هالشجرة بدنا نْظل قاعدين للصبح من شان نجي ع الحمام ونحكي قصة. قالت لها: يا اختي ما شفنا إلا هالدنيا بتتكنّس وهالغيغا، ويا أرض انكنسي، وبالحرير انفرشي، يا كراسي انصفّي، يا أوادم يللي بطّبلوا ويلّي بغنّوا، وهالدنيا ترقص زي عز النهار. قعدوا ساعتين زمان. أجا هالشب، قام بقسّم هالتفاحة، إلا بقول: هذي للشرق وهذي للغرب، وهذي للست صفية اللي خانت العهد. قالت لها: يسلّم تِمكو، بدّي تاخذوني اتوصفوني وين هالمطرح، سحبت حالها، أخذوها على الشجرة اللي قعدوا عليها. قعدت اقعيدتها وهي تنطر في الليلة اللي تسمع الكلام اللي قالوه. قعدت على هالشجرة، مرت سنة وهي بتنطر، ما شافت إلا بقولوا: يا أرض انكنسي، بالحرير انفرشي، يا كراسي انصفّي، يا موسيقى زمري، يلّي صار يلّي جرى، وقام هالشب قطع هالتفاحة وزت وحدة للشرق، ووحدة للغرب، وقال: هذي للست صفية اللي خانت العهد. قامت اتسلبحت حتّة حتّة حتّة بنزاكة بديرة بال بحرص، شافت حالها تحت كرسي، وقامت بدهم يضبّوا هالحاجات، مسكت بطرف أواعيه، قال لها: أنو إنت؟ قالت له: أنا الست صفية اللي خانت العهد. قال لها: ياا جيتِ متأخرة كثير. قالت له: أنا فتحت حمام من شان أسمع قصص، حطّيت مصاري من شان أقدر أصَلَك، وهَيْ أنا لقيتك. قال لها: يا بنت الحلال، هلقيت مشوارك صعب صعب كثير بدهم يجوزوه جنية. قالت له: والله لو انّي في أيا مطرح، إلا أنا أقضي رغبتك واخلصه منهم. والله راح قال لها: يا بنت الحلال أنا امخاوي الإنس بس إذا باخذك بأية طريقة ببيّن. وبشمّوا ريحتك، قالت له: اتوكّل على الله، اللي بصير بصير، أنا وصلت هالدرجة والله ما بفلّت حالي ع البلاش والله غير أشوف شو اللي بدّو يصير. قال لها: أنا إلي سبع خوات من الجن، بدّي أحطّك دبّوس في صدري، وان شاء الله بننفد، وبنخلص. قالت له: طيب. وصل الأرض عند خواته، من حدّيت ما إقبل عليهم، قالوا له: يا اخي إنت ريحتك إنس، إنت انس، إنت ريحتك إنس، قال لهم: أعطوني عهد من الله إنكم ما تئذوا هالإنس اللي معاي. قالوا له: الله وعهد الله ما بِنْصيبوا، بس اشرح لنا، مش قادرين نْشمّ ريحة الإنس، طال هالدّبوس إلا هالصبية قدامهم بتفضّي البال، قالت لهم: إنتو سبعة أنا أختكو الثامنة، وأنا صفية مَرْت ابن الملك المحكوم للجن. وبدي أرجعه معاي ع المملكة. قالت لها أخته الكبيرة: مشوارك طويل حتى تخلصيه، بدك اتعدّي عن جبهات قوية وصعبة وابصر تطلعي منها ما تطلعي! لكن إحنا بنعطيك اللي بنقدر عليه. اسمعي بدك اتروحي على غولة من الجن. إذا كانت بتجرش ملح، إصحي اتقربي عليها، وإذا كانت بتجرش سكر بِتقرْبي وبْتطلبي منها، راحت لقتها بتجرش ملح وقاعدة بتعيط وبتهيل. غابت يوم والثاني. اليوم الثالث تمنّو بدأت الغولة تطحن سكر، قربت منها وقالت لها: سلام عليكم، قالت لها: وعليك السلام، لولا سلامك سبق كلامك لأكلتك ومرمشت عظامك، شو مالك؟ قالت: والله أنا بعَرضك إنك اتساعديني في مهمة، بدي ارجّع جوزي الي، قالت لها الغولة: بساعدك، روحي في مسؤولة أكبر مني، إن كانت بتجرش ملح إصحي اتقربي عليها، إن بتطحن سكر بتقربي عليها. سحبت حالها وراحت لقتها شكلها كبير ومْنبّشه وحالتها اللهم عافينا، من شوفتها ارتعبت، لقتها قاعدة بتجرش بِ هالملح ودموعها نازلة وبتعيط، أجتها اليوم الثاني كانت بتعيط. رجعت. اليوم الثالث، قامت الغولة شطّفت وجهها وحطّت هالكحلة وغيّرت هاللبس، وقعدت تطحن سكر وصارت اتغنّي، إلا هي بتقول لها: السلام عليكم، قالت لها: وعليكم السلام، والله لولا سلامك سبق كلامك لأكلتك ومرمشت عظامك، شو جايبك على هالشقا؟! قالت لها: أنا بدي فلان الفلاني هذا جوزي وحاكمينه جماعتكو وأنا مش قادرة آخذه ونرجع، قالت لها: اسمعي، ليلة الجاي، بدهم يجوزوه وحدة منهم، وإذا إنت شاطرة ولبقة وبتفهمي كيف تتكلمي، زقي حالك في الموضوع، مـ هم بدهنوا شْعورهم زيت، جيبي لك عود كبريت وولعيه في اشعورهم بلتهبوا في بعض وبتشردي إنت وجوزك. والله ثاني يوم، ثالث يوم هذا عرسه، هالبسم الله الرحمن الرحيم خواته وهالدنيا وهالحال. راحت لهم، قالت لهم إنها بدها تساعدهم وتَمِنها العروس بدها تجي، بس أيّا حتّة حريقة تحرق هالعروس وتشرد هي وجوزها. هذي راحت سحبت حالها عندهم ع العرس، كانت اشعورهم زيت، وامْدَنْدَلين وقايمين والله ما شافت حالها، خشّت اتقول: السلام عليكم، الدار دار أبونا. وزي ما قالت لها الغولة، حتة عود كبريت، الله بعلم كيف صار، راس العروس إلا هو مولع زي الكباريت. قامت سحبت ايد جوزها وسحبت حالها وراحت. عند ما بدهم يشردوا، من باب جبل من طريق، ليروحوا على دار أهاليهم، ويرجع الملك زي ما كان. إلا لقوا هالبساط الريح محطوط من شان الاثنين يطلعوا ويطيروا مع سوا. قالوا: واحد اثنين ثلاثة، إلا صفية سفّحت وراحت وضلّ هو مطرحه، هذا الملك يكفيك شر حاله، شو بده يعمل؟ هذا إشي مأذون من الجن، صار يمشي قد ما الله قدره، يمشي يمشي يمشي، وصل محل أرض مقطوعة ما شاف إلا غير هالصبايا بجنّنوا جمال وحلاوة لابسين لبس حمام. لهم أخ خايفين عليه، شلحوا ثيابهم وحطّوه ع الأرض، وراحوا للبحر. قام هذا لبس ثوب حمامة، وصار مطرح وحدة منهم، راح خش على قلب هالدار لقي هالصحون هالأكل هالمعالق هالسفرة. طلعوا هالبنات هالصبايا يدوروا ع اثوابهم لبسوا اثوابهم، إلا وحدة ما لقيتش ثوبها، قالت: فش ناس ولا جن وين راح ثوبي؟ إجو بدهم يتغدّوا، مبسوطين على هالحالة وهدولة إيش بجو، بالسنة مرّة تمنهم يجو يعني على هالقعدة وعلى البركة، لقيوا كل صحن منقوص منّه لقمة، قالوا بسم الله الرحمن الرحيم، والله إذا كان إنت انسي، إحنا خيار الإنس، فإن كنت زلمة إنت أبونا في عهد الله، وان كنت شب، أخونا في عهد الله. وان كنت بنت، إنت اختنا في عهد الله، نعطيكِ كل جهدنا وانقرّب لك اللي بدّك إيّاه. بيّن عليهم، وشلح الثوب وقال لهم: أنا أخوكو في عهد الله، قالوا له: إنت أخونا في عهد الله، لكن طلبك صعب، شو جيّبك على هالبلاد المقطوعة، قال لهم: والله أنا كنت أحلم حِلم في الست صفية اللي خانت العهد. واحد من حراسي اعطيته التفاحة، لقيها حلوة وزاكية، وحكيت له حكايتي. وعدني انه يجيب لي صفية، وصار كل سنة في وقت محدد يروح يقسم تفاحة وينادي هذي للشرق وهذي للغرب وهذي للست صفية اللي خانت العهد، بعد سنين أجتني. تـ إجتني وركبنا ع بساط الريح طارت وراحت، وأنا ضلّيت. أنا كيف بدّي أصلِ لْها؟! قالوا له: والله بأمر الله إلا انوصلك، إحنا إلنا حدود ولعمنا حدود. لكن إن شاء الله بتطلع من طرف أرض عمّي إذا لقينا بابه مفتوح. الله بيعلم قدّيش قعد عندهم. خاووه هالبنات وقعدوا مبسوطين وهو بستنّى الرحمة، بس هالباب اللي شقّة عمهم ينفتح، من شان يطلقوه ويطير ويرَوّح. في يوم من الأيام أخذتِ لْها أكم من شهر إلا هي بتقلّه أخته الكبيرة: يخي يا فلان هي عمّي بابه مفتوح، يلاّ تعال انوصلك لحدود عمنا، وهذا بطّيرك وين ما بدّك وبِوصلك على مرتك. قال لها: طيب. قالت له: يا اخي في بساط، أُطرق هالبساط وأطلب البلد والقرنة اللي إنت بدّك إياها، وان شاء الله بتصل، لو بدك تقطعنا وإنت أخونا وإحنا ادْرينا عليك، لكن بردو الست صفية اللي خانت العهد بتستناك، وإحنا بننبسط إنك تصل، فقاموا سحبوا حالهم، ورجوه على الطريق. قام ركب على هالبساط وطرقه، ووصّلوا لحدّيت دار أهله، فتنو وصل إلتم على الست صفية اللي خانت العهد اللي كشفت سره، بس التمّوا على بعضهم من جديد، وقاموا الأفراح والليالي المناح، أربعين ليلة وأربعين صباح، كانت كلها أكل وشرب. وان شاء الله ربنا يلم شملنا على بعضنا بالتقوى والإيمان، والله يا رب العالمين، وتوتو فرغت الحدوتو. ****ذكرت هذه الحكاية في: