ملخص الحكاية
4ـ أبو اللبابيد أو الببيد الراوية: أم بشار فراشات من بيت اولا ـ الخليل تنطق الضاد ظاء، والكاف تش. والذال ظاء. والقاف كاف. وحدو الله، لا إله إلا الله. باقية هالبنت عايشة مع أبوها، إمها متوفية، وصارت تكبر، يوم عن يوم تكبر حتى صارت صبية، تنها صارت صبية، والله حليت في عين أبوها، فقال لها: يابا. قالت له: آه. قال لها: يابا بدل ما نعطي خيرنا لغيرنا وأروح أجوزك لواحد غريب وأنا أتجوّز وحدة غريبة، شو رايك أتجوّزك أنا، ويظل زيتنا في دقيقنا. قالت له: روح اسأل الشيخ: قال له الشيخ: روح إجرح بنتك إذا نزل منها مَي بتتجوزها، وإذا نزل منها دم بْتِحْرَم عليك. أبوها ما ردّش وراح قال لها: يلاّ جهزي حالكِ للعرس. البنت انجنّت، قالت: كيف بدي أتجوّز أبوي، شو بدي أسوّي. جهّزها يوم عرسها لبّسها البذلة البيضا، وراح فزّع الناس، وجاب هالزفة وهالعرس. خلّت الناس ملتهية وشردت، وراحت ع هالنجار قالت له: فصّلّي ” ببيد” بدلة من لبّاد ع قدّي، بقياس ع قدّي اللي أمشي وأتحرك فيه، سوّيلي لباس اللبابيد اليوم. قال لها: ماشي. فصّل لها واحد وأعطته إسوارة من أساورها. لِبْسته ومشت. وهي بتمشي بهالطريق رايحة، أجا أبوها يدوّر عليها ما لقيهاش، فزّع الناس يدوروا عليها وهالزلام وهالدنيا يدوروا عَ هالبنت في الليل. وهم ماشيين مرقوا عنها، قالوا له: يا أبو اللبابيد ما شفتش عروس مارقة من هانا باحمرها وباصفرها؟ قال لهم: أنا أعمى، ما بشوف حدا. وظلّوا مارقين، اللي يمرق عنها يسألها: يا أبو اللبابيد ما شفتش عروس مارقة من هانا باحمرها وباصفرها؟ يقول: أنا أعمى ما بشوف. والله الناس وهم يدَورُوا للصبحية، ظلّت ماشية تِمشي تِمشي تِمشي، ت وِصلت هالمزبلة، مزبلة ملك. من القلّة ومن الجوع ومن التعب قعدت وصارت توكل في قشر البرتقان المنشور في الزبالة، أجت الخادمة بدها تكبّ الزبالة، لقتها قاعدة بتوكل في القشر، رجعت، قالت: يا سيدي في واحد لابس ثوب لبّاد قاعد بوكل في قشر برتقان على المزبلة، قال لها: روحي جيبي لي ايّاه، وخلّيه يرعّينّا هالوزّات. جابوا أبو اللبابيد وحطّوه في هالغرفة، وقالوا له: إنت الصبح بتستلم، بتصير اترعّي الوزّات بالمونة، بنصير نطعمك ونسقيك بدال ما اترعّينا الوزّات، قال: طيب. هِي يا حرام بس بدها تتآوى في أي مكان. راحت أخدت هالوزّات الصبح وراحت سرحت فيهن على وين؟ على بستان ابعيد، يعني ع البيارات عَ البساتين، هناك خلّت الوز قاعد بِرعى، وشَلحت اللبّاد عن حالها، وشلحت أواعيها وطاحت تِتحمم في البركة، الحين الْوَز لمّا شافها بطّل يِرعى، ووقف، صار الوزّ يِزعق ويصيح، يزعق ويصيح، صارت تِجي وزّة تقول: طق بيضا ومليحة، طق تصلح لسيدي. وتْظل اتردّد هذي الوزة: طق بيضا وامليحة، طق تصلح لسيدي. ويظل يقول الوز هيك. لما تتحمم وتلبس أواعيها وتدخل جواة اللباد، كل ما يقول الوز “طق بيضا ومليحة”، تمسك حجر وتخبطه للوز، واتروّح المغرب مع الوزات وحدة منهم رِجلها مكسورة. تجي الخدامة تقول لأم الملك: يا ستّي هَي في وَحْدة من الوزّات رِجلها مكسورة، قالتِ لها: اذبحيها ونظفيها واطبخيها وجهزيها للملك. والله يذْبَحِنها ويزبطنها ويجهزوها الخدّامين، يوخذوها يودّوها للملك، ويوكل. ثاني يوم نفس المشكلة، كل يوم تروح اترعّي وتشلح أواعيها، يوم يشوف الوز جمالها، من حلاتها يطق يزعق ويصيح، ويبطّل يوكل ويصير يقول: طق بيضا ومليحة طق تصلح لسيدي. صارت كل يوم تْروّح، وزّة مقطومة، كل يوم اتروّح وزّة مقطومة. قال الملك: هذا وضع مش طبيعي، طب ليش يا أبو اللبابيد الوَز بروّح امقطَم؟ قال: والله أنا ما بعرف كل يوم بتعرقل وبقع بعرفش ليش، أنا ببيد إعمى ما بشوف، بعرفش شو ماله هالوز، قال: طيب. أجا الملك قال: أنا يمّا بدّي أروح أتخفّى وأشوف شو قصة هالوز، خوف الله أبو اللبابيد بيضربه، بدنا انشوف. تاني يوم الصبح راح الببيد يرعى الوز واتخبّا الملك ورا شجرة، هالوز بلّش يرعى، اشوي أمّنت، شلحت ثوب اللباد بدها اطيح في الميّة. يوم شافها ابن الملك إنهبل، انبهر في جمالها، قال: طيب! عرف إنها هذي مش ابو اللبابيد، وهي بنت كويسة ولما شاف كل شي بصير سحب حاله وروّح، قال لها: يمّا. قالت له: ها. قال لها: اليوم بتنظفي لي الوزّة المقطومة تتروح. هُو عرف السر، شافها خبطت الوزة وطق الوِز يقول: طق بيضا ومليحة، طق تصلح لسيدي، حملت حجر خبطت، اندكمت الوزة، قال لها: وبعدين بتشويها وبتودّي لِي إياها مع أبو اللبابيد. خليه يجيب لي ايّاها، قالت له: يمّا هالحين أبو اللبابيد بريّل عليها وإنت بتقز منه، يمّا هذا وسخ يمّا. قال لها: بهمّش بس ودّي لِي اياه. بتقول له: يمّا والله ماني عارف شو بدّك توكل من تحت ايدين أبو اللبابيد يمّا. قال لها: بس إنت شو بدك من هالشغلة، ودّي لي اياها مع أبو اللبابيد. ودّت له اياها المغرب روّح، قال: يا أبو اللبابيد خود ودّي هالوزّة لسيدك، قال: يا ستّي أنا ما بقدر أروح الحين أنا بريّل عليها، الحين بقِز منّي سيدي، قالت له: إلا تروح إنت، هيك سيدك بدّو. حمل أبو اللبابيد الوزة المشوية، ودق ع الباب، قال له: أنُو اللي ع الباب؟ قال له: أنا أبو اللبابيد يا سيدي تع خوذ الأكل، قال له: أدخل. قال له: يا سيدي الحين إنت بتقز منّي، قال له: بهمّش بس ادخل. فتح الباب ودخل، أجا الملك وسكّر الباب وراه، قال لها: حُطي الأكل على الطاولة. حطّه، قال لها: اقلعي اللبّاد اللي لابْسِيتُه، قالت له: يا سيدي أنا بقزز، يا سيدي أنا وِسخ، قال لها: اقلعي، أنا اليوم جيت وكشفت السرّ وشُفت شو إنتِ، في بنت جوّا اللبّاد. قام ثوب اللباد عنه، كسّره ورماه، إلا هِي ملكة جمال، قال لها: اسمعي، أنا بدّي إياكِ وبدي أتجوزك ع سنة الله ورسوله، شو قصّتكِ؟ قالت له: قصتي واحد اثنين ثلاث، وخرّفته كل قصّتها. والله ناموا، وحط السيف بينه وبينها، يعني إنه مش متجوّزها. هذي إمه في الليل تفكر: الله يرحم أمي ع ابوي، أنا اللي ردّيت على ابني وخلّيت أبو اللبابيد يودّي له الأكل، أكيد الحين ريّل ع الأكل وابني قتله وضربه وطرده. ما صدّقت والنهار يطلع. دقّت ع الباب قالت له: يمّا يا حبيبي وين رحت في أبو اللبابيد؟ يمّا ع كل حال بقى يرعّينّا هالوزّات يمّا طردته ليش؟ أنا قلت لك من أوّل بلاش يجيب لك الأكل، قال لها: يمّا افتحي، بس افتحي الباب وخشّي، فتحت إمه الباب ودخلت، يوم شافتها طار عقلها وانبهرت فيها، شو هذا يمّا؟ قال لها: شايفة هذه! هذا أبو اللبابيد. قالت له: منين جبتها يمّا؟ قال لها: هذي قصتها هيك هيك، وأنا بدّي أتجوّزها. والله قاموا الصبح أعلنوا الافراح والليالي الملاح، وذبحوا هالذبايح، وسوّوا هالولايم، وعزموا هالناس واتجوّزت ابن الملك، وعاشوا بسبات ونبات، وخلّفوا صبيان وبنات. طار شرارها وعليك وحدة. **********ذكرت هذه الحكاية في: