ملخص الحكاية
20ـ الحاسد والمحسود الراوية / أمال الزتونية من غزة كان في قديم الزمان جارين جنب بعض، حيطة واحدة بينهم. راجل الله معطيه الخير والرزق الكثير، والثاني من كثر ما بيحسد جاره دايماً يطّلع عليه من فوق الحيطة، إيش بيجيب، إيش بيعمل. الأول ربنا يْزيد في خيره، يرزق المحسود، ويقلل من رزقة الحاسد. هذا الثاني، من كثر ما بيحسد جاره صار النوم يطير من عينه، صارت البركة تقل من عنده، حتى عافيته وصحته انسلّت.مين حزن عليه؟ جاره المحسود، حزن المحسود ع الحاسد قال: أنا بدي أظل جنبك وجارك، بس إنت عافيتك وصحتك انعدمت، لأنك كل ما تحسدني الله بيزيد رزقي وبحط عليك المرض. والله غير أرحل عنك ما دامك إنت مش سايبني بحالي أنا بدي أسيبك وأرحل.راح مسكين ع بلد بعيدة، مفش فيها بني آدمين. ظل يمشي لما وصل هالمنطقه البعيدة، اشترى أرض، ودار، كان في الأرض بير ميّة، قعد هالمحسود بالأرض والدار، والله زاده من خيره، رزق ومصاري، واجتمعوا عليه المساكين وكان يعطيهم، دايما يصلي، ويعبد ويشكر ربه ع الرزق، فزاد خيره.بلغ الحاسد الخبر، انو زاد المحسود عليه الخير، وربنا أعطاه أكثر من الأول الا هو بيقول:هو كمان زاد وكثر عليه الخير! والله لأروح أسأل وينه، وأحسده ع الخير اللي أجاه عن جديد وأشوف البلاد اللي عايش فيها.ظل يسأل عنه، يسأل عنه، لما وصل البلد اللي عايش فيها. مرق عليه وقال له: السلام عليكم. قال:عليكم السلام أهلا وسهلا. قال له: إنت عارفني؟ قال له: آه أنا عارفك أهلا وسهلا.قال الحاسد: والله يا شيخ أنا حبيت أجي أزورك واطّمن عليك.قال له: فيك الخير والبركة. قال له الحاسد: بدي أخبرك كمان عن أخبار الناس اللي إنت تركتهم.قال له: أهلا وسهلا، فيك الخير والبركة، وأكرمه وضيّفه وحط له كل حاجة. وبعدين قال الحاسد للمحسود: تعال نتمشى وفرجيني عَ دارك وأرضك. مسكين المحسود على نيته، مسكه وراحوا الاثنين يتمشوا، فرّوا هالدنيا والأرض والزراعة، لما وصلوا عند البير قال له: والله كمان عندي بير مَيّة للأرض والجيران والمساكين وقفوا جنب البير يتحدثوا. هذاك الحاسد خلّى جاره واقف عند البير، ودبّه بالبير، غدر فيه، قال له:خليك بالبير، ومحدش يعلم فيك. لسّة الخير لاحقك! لمّن وقع بقلب البير، كان مسكون بالجان، وهدول الجان لقفوا هالبني آدم مسكوه وقعّدوه على صخره بقلب البير، وكان الجان قاعدين يتحدثوا وهو قاعد يسمع حديثهم:بيسأل جني: عارفين هذا مين؟ قالوا الجان: لا، مش عارفين قال: هذا المحسود وجاره حاسده، لاحقه. وشوف إيش عمل فيه دبّه بالبير، عشان يموت من كثر حسده، مش مْكفيه حاسده على كل شي، كمان بدو يموته ومَحدّش يدرى فيه.حزنوا عليه وسألوه: إيش عامل؟! قال الجني: ولا حاجه، مسكين شرد منه، ومن يوم ما أجا منطقتنا وهو مآنسني بالذكر والقرآن والصلاة والعبادة، وهوّ راجل صالح كثير. قال جني ثاني: آه، كيف الناس بدهم يعرفوا إنه وقع بالبير؟ ومن بين حديثهم ـ الاّ هو الجني بيقول: والله هالراجل لو ظل فوق كانت بدها تهل عليه مكرمة كبيرة كثير كثير. الثاني بيقول له: من مين هذي المكرمه بدها تجيه؟ قال له: من السلطان نفسه، لإنه هذا زلمة صالح ـ عاد قاعد المحسود يسمع. كمّل الجني: الراجل عنده قط أسود، وفي قطعه بيضه قد الدرهم بذيله، والسلطان عنده بنت مصابه بمرض شديد، وشفاها عند هالراجل الصالح وهو كان ناوي يزوره السلطان الصبح، بس هَي هالزلمة وقّعوه بالبير وناوي السلطان ييجي عنده عشان يشفي له بنته. قال له: كيف؟ قال له: آه لو أخد سبع شعرات من النقطه البيضا اللي بذيل القط، وبخّر عليهم البنت، بطلع منها المارد اللي مرضها وضعفها. سمع الراجل المحسود وقال: الحمد لله، هذي مكرمه من ربنا، طول الليل يتحدثوا، والراجل سامع، لمن طلع الصبح، قالوا: طيب بدنا نطلّع هالزلمة من البير، لإنه راجل صالح عمره ما آذاش مخلوق. والله وعند طلوع الفجر، ما شاف حاله الاّ فوق الأرض طالع من البير، طلع مشى مشى، لمن وصل داره طلعت هالشمس. السلطان كان بدو ييجي بنفس اليوم ومحدش عارف إنه الزلمة واقع بالبير، وربنا بعت اللي ينقذوه ويساعدوه. لمن طلع، وصل السلطان بنفس الميعاد، ومعاه هالحرس والخدم والحشم، من بعيد مرق السلطان والعساكر، وقفوا يسألوا عن الراجل الصالح اللي الناس دلّوهم عليه، قالوا له: هذا هو. قبل ما ينطق السلطان ليش جاي، الاّ الرجل الصالح بيقول له: أنا عارف ليش جاي. قال له: أول حاجه عشان تزورني، وثاني حاجه عشان إنت بدك مني طلب مهم. قال له السطان: طيب إنت عارف إيش طلبي؟ قال: بدك ياني أشفي لك بنتك اللي ساكنها مارد وشِفاها عندي، وإنت بتعلم. استغرب السلطان من الراجل الصالح وقال له: آه عارف شفى بنتي عندك بس إنت إنت إيش عرّفك؟! قال له: عرفت. قال السلطان: طيب إنت بتقدر تشفي بنتي؟ قال له: في الحال بقدرة ربنا. قال له: جيب بنتك أحضرها عندي. راحوا العساكر والخدم جابوا بنت السلطان وكان المحسود محضِّر السبع شعرات، بخَّر البنت عنهم الاّ البنت طابت وطلع عنها المارد. قال له السلطان: صار نفسه يقدم للزلمة كل ملكه طبعا مكافأة لإنه شفا بنته. عاد ربنا زاد الخير ع المحسود ـ يا ما شاء الله يا صلاة النبي ـ زاد عليه الرزق والسلطان بدّه يعطيه لسه كمان عشان يوفي جميله. صار يسأل حاله: إيش اعمل له؟ أحسن حاجة أجوزه بنتي، من وين ألاقي مثله؟ قال: خلص إن شاء الله أجوزها له. قال السلطان للمحسود: بنتي مقدمة الك. جوّزهم، ولمنّ تجوزها ربنا أعطاه كمان، وأعطاه مراتب وصار نائب السلطان. مات وزير السلطان، صار المحسود هو الوزير، تْقرب أكثر للسلطان، ولما مات السلطان صار هو سلطان البلاد. يوم من الأيام كان السلطان ـ المحسود ـ مارق بموكب على الناس يتفقدهم، برضك الحاسد مش مسيبه، ماشي يطّلع بالشارع، شاف السلطان، قال: والله هالبني آدم مش خافي عني. بعرفه، بعرفهوش؟ بعرفه؟ بعرفهوش؟ صار يِسأل حاله قال: آه إنت جاري المحسود، كيف هيك صرت سلطان؟ شافه السلطان قال للحرس: شايفين هذا الراجل اللي واقف عند الحيطة. قالوا الحراس: الأمر والطاعة إيش طلبك منه يا سلطان قال لهم: بدي تاخذوا هالألف درهم والنوق والغنم وتعطوه اياهم، وهاتوه أسلم عليه وأدْيله كل حاجة قلت عليها. والله أحضروه للسلطان وسأله الحاسد: إيش هالعز اللي إنت فيه وكيف؟! قال له السلطان: بدي أعطيك مما أعطاني الله. خوذ أنا ما بدي أعاملك بنفس عملك. إنت هجّرتني من داري ودبيتني بالبير بدك تقتلني، ولحقتني على البلاد اللي شرَدت فيها لكن إنت قلبك أسود وأنا مش ح عاملك بنفس عملك، أنا عفيت عنك وأعطيتك رزقتك. أخد المال والنوق وروّح. وتوتة توتة فرغت الحدوتة. ***ذكرت هذه الحكاية في: