البقرة الصفرة

ملخص الحكاية

17ـ البقرة الصفرة   اسم الراوية: امل عاشور/ من غزة.   كان يا ما كان، في قديم الزمان، راجل مخلّف بنت، وبعد مدة توفت الإم، وكان لهدول الناس جارة بتحن عَ البنت، صارت تحكي لها: قولي لأبوكِ يتجوزني؛ بصير أمشطك، وأحبك، وأعمل لك حاجات. حكت البنت لاْبوها يتجوّز جارتهم، وافق على طول. أول الفترة كانت مرت الأب تحب البنت، وبعد مدّة جابت بنتين وولد، بس كانت بنت المَرا اللي ماتت حلوة كثير، أحلى من خواتها الثانيين. مع الأيام صارت مرت الأبو تكره البنت، وتهملها، وتهتم بس ببناتها، وكانت خياطة، تفصّل لبناتها الفساتين، وتلبسهن بس تهمل البنت، حتى الأكل كانت تستخسر تعطيها إياه، وكانت تطعمها الخبز الناشف. كان للبنت بقره صفرة، دايما تقعد معها، وتاكل معها، وتحكي معها، وكانت البقرة تحب البنت؛ لإنها ربتها من لما كانت صغيرة. كانت البنت تاخذ الرغيف اليابس، تنقعه بالميّة عشان يصير طري، وتاكله مع البقرة. بس كان أخوها حنون عليها، ياخذ اللحمة، ويخبيها تحت الطاقية، ويوديها لأخته، وكانت البنت تعطي الرغيف للبقرة، وتوكل اللحمة. عرفت مرت الأبو إنها ما بتاكل الخبز اليابس، فإيش بدها تعمل حتى اتخلي البنت تاكل بس الرغيف اليابس؟ في يوم من الأيام عملت مرت الأبو حالها عيّانة، ونامت بالفراش، وقالت إنه الحكيم بيقول إنها بتخفّش إلّا لما تاكل كبدة بقرة صفرة، وبينفعش إلا تكون كبدة طازة، طبعا كل هاد عشان البنت ترجع تاكل الرغيف اليابس مش تاكله البقرة. البنت مسكينة متعلقه ببقرتها كثير، حكى لها أبوها بدنا نذبح البقرة الصفرة، وناخذ كبدتها؛ فصارت البنت تبكي وتبكي، وقعدت عند البقرة حزينة. حكت لها البقرة: تبكيش؛ خلص لما يذبحوني خذي مصاريني،وادفنيها تحت الليمونة، ولما بدك حاجة، لا تتضايقي، روحي افحري تحتها. راحوا ذبحوا البقرة، وطبخوا اللحمة، وقعدت مرت الأبو وأولادها ياكلوا اللحمة، لقيوها مرّة علقم، وصاروا يرموها، أما البنت أكلت اللحمة، وكانت حلوة زي العسل. يوم من الأيام، الملك بدو يعمل حفلة عشان ينقي عروس، وعزم كل أهل البلد على الحفلة. راحت الأم خيطت لبناتها فساتين حلوة كثير، ولبستهم، بس كانوا بناتها بشعين بيخَوفوا، ومهما تعمل فيهم بظلّوا بشعين. صارت بنت المرا اللي ماتت تعيط، وتقول لمرت أبوها:” خذيني معاكِ، أمانة خذيني معاكِ أشوف الحفلة”. مرت أبوها ضربتها وقالت لها: “لأ، خذي هذا الطشت، لازم تملّيه دموع، ظلّي عيطي لما ينتلي أحسن تاكلي قتلة”. راحت مرت أبوها، وأخدت بناتها ع الحفلة، والبنت ضلّت لحالها تْعيط، وتْعيط، وِتْمَلّي الطُشت دموع. فجأه لقت البنت نجمة بتلمع، وفيها إشي مثل الملاك، سبحان الله، حكت النجمة للبنت: “أنا واقفة جنبك يا حبيبتي، وبدي أساعدك. أنا بعثتني البقرة الصفرة. روحي افحري تحت الليمونة بتلاقي فستان ذهب، وجزمه ذهب، كله ذهب بذهب. إلبسي ورُوحي عَ الحفلة. والله راحت البنت، وحفرت تحت الليمونة، ولقيت الفستان والجزمة ولبستهم. حكت لها النجمة: ” يللّه روحي عَ الحفلة بسرعة، وما اطولي بترجعي نص الليل بدون ما حدا يحس”. واختفت النجمة. لما لبست البنت فستان الذهب صارت مثل القمر. وصلت الحفلة، وقعدت ترقص، وكان الملك بيطلّع فيها، منبهر بجمالها. اطلّعت البنت بالساعة لقت موعدها خلص، وصار لازم ترّوح، وبسرعة روحت عَ الدار، ولمّا كانت تجري وتجري وقّعت فردة جزمتها الذهب عند البركة في قصر الملك، ولما وصلت الدار راحت شلحت الفستان الذهب، ودفنتهم تحت الليمونة، وقعدت بالدار. رجعت مرت الأبو وبناتها ع الدار، وصاروا يحكوا عن الحفلة، والبنت الحلوة إم الفستان الذهب. طبعا الملك يومها مخطبش، ما عجبوه الصبايا، وصار بدو يعرف وين راحت البنت الحلوة إم الفتسان الذهب، وين اختفت؟ ثاني يوم حارس الملك كان رايح يسقي الفرس، فلقى فردة الجزمة الذهب، وخبّر الملك عنها. قال الملك:” لازم أعرف صاحبة الجزمة، واللي بتيجي على مقاسها بدي أتجوزها”. لفّ الملك وحرّاسه في البلاد والمناطق كلها، ومعرفوش مين صاحبة فردة الجزمة. كانت ينزل للبنت كل يوم أكل من السما؛ لحمة ورز” سبحان الله”، من عند روح البقرة، ومرت الأب صارت تغار، وولادها يقولوا لها: يمّه هذي كل يوم بتاكل لحمة، ورز وكل حاجة. ظل الملك وحراسه أيّام يِلفّـوا، ويدَوروا، بدهم يِعرفوا صاحبة الجزمة، حتى وِصلوا على دار البنت. مرت الأب خبّت البنت، وطلّعت بناتها البشعين للملك، قاسوا الجزمة، وحدة من البنات طلعت الجزمة عليها صغيرة كثير، والثانية طلعت عليها كبيرة كثير. روح البقرة طلعت للبنت، وخبرتها إنه اطلعي قيسي الجزمة. طلعت البنت، وقاست الجزمة وطلعت على قدها. عرف الملك صاحبة الجزمة، اللي كان يفتش عليها، وتجوزها وعاشوا بسعادة. وتوته توته فرغت الحدوتة. **********
ذكرت هذه الحكاية في:
2019-01-30T06:10:09+00:00