خاتم السلطان

ملخص الحكاية

5ـ خاتم السلطان الراوية: رويدة مطر/ غزة   كان يا ما كان، هالسلطان عايش بقصره مبسوط ومرتاح، كان مقابيل القصر دكانة صغيرة لصايغ عَ قد حاله. كل يوم، كان الصايغ يصلي الفجر، ويفطر مع مرته وابنه الوحيد حسن، وينزل عَ دكانته الصغيرة، يفتح باب الدكان ويدعي ربه بالرزقة ويقول: “يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم. قدرتك يا رب كبيرة، وعلى كل شيء قدير. إذا سقط شي بالبحر بقدرتك الكبيرة بترجعه عَ البر”. كان السلطان ينزعج من صوت أبو حسن لإنه كان يحب يتأخر بالنوم. بيوم صُبحيّة قام السلطان من نومه مزعوج، ومِتضايق من صوت صاحب هالدكان، وكان عنده خاتم غالي بحجر ماس كبير. أمَر الوزير والحراس يجيبوا له خاتمه أبو الماسة الكبيرة والغالية وثمنه أكثر من مية ألف دينار، أخذهم وراحوا عند دكانة الصايغ. تفأجا الصايغ بالسلطان والوزير ووراهم الحراس، صار يكلّم حاله: هيه، خير، إيش في؟ ماله السلطان عند هالصبح جاي علّي؟ الله يستر، يا ستّار استر. والله دخلوا الدكان واستقبلهم الصايغ بالسلام. قال السلطان: شايف هذا الخاتم! بدي اياك تعمل مثله تماما، وبدي آخذ الاثنين بعد ثلاثة أيام، بس دير بالك ع الخاتم الأصلي، إذا ضاع بدي اقطع راسك، لإنه غالي كثير، وإذا عملت خاتم مثله وعجبني بدي أعطيك ألف دينار مكافأة. قال الصايغ: حاضر يا سيدي الملك، بدي اقفل عَ الخاتم بالخزنة الحديد هذي. قبل ما يقفل الخزنة، فجأة طلب السلطان كاسة مّية، قال له: أنا عطشان هات لي أشرب بسرعة. طلع الصايغ يجيب مَيّة للسلطان عشان يِشرب، ورجع بعد شوي. شرب السلطان، ورجع هو والوزير والحرس ع القصر. سكّر الصايغ الصندوق والدكان، ورجع عَ بيته فرحان، خّبّر مرته وابنه حسن باللي صار، بإنه السلطان بده يعطيه مكافأة ألف دينار أجرة الخاتم، ورح يشتري بهاالمبلغ دار كبيرة بدل دارهم الصغيرة، ويجيب لمرته وابنه حسن كل اللي نفسهم فيه. قالت مرته: كيف تركت الخاتم بالدكان وجيت ع الدار، روح بسرعة لإنه هالخاتم بساوي روحك، خليك بالدكان لما تعمل خاتم وترَجّع الاثنين للسلطان. قال لها: والله معك حق يا مرا. رجع بسرعة ع الدكان، فتح الصندوق، ملقاش الخاتم، دّور وفتّش في كل علبة، وكل جرّار في الدكان، بس أبداً مش لاقي الخاتم. راح ع الدار مهموم، وحكى لمرته اللي صار، انجنت وحكت له: تعال نشوف، ندوّر سوا بالمحل. دوّروا ملقوش حاجة. نرجع مرجوعنا للسلطان، بنفس اليوم، طلب يطلع مع الوزير عَ البحر بمركب، والله طلعوا، وبنص البحر طلّع السلطان الخاتم من جيبه، شافه الوزير واستغرب وقال له: شوف، هذا الخاتم اللي أعطيته للصايغ أبو حسن! بدي ارميه بالبحر، خليني اخلص من الصايغ وأقطع راسه، لأنه زهقني بصوته من الصبح، بيزعجني بأدعيته، قال إيش! اللي بيوقع في البحر بيرجع، كيف بيرجع اللي بيوقع بالبحر؟! استغرب الوزير، حاول يخلّي السلطان يرجع عن رأيه، بس مرضيش، ورمى الخاتم بالمية، ورجعوا ع القصر. ظل الصايغ يفتش ويدّور ع الخاتم طول النهار، بس أبدا ملقهوش، صارت مرته تحكي له لمّا صعب عليها حاله: خلص يابن الحلال إنت راجل صالح، وعمرك ما اذيتش حدا، خليك واثق بربنا لإنه مش رح يتخلّى عنك. رد عليها: ونعم بالله. ثاني يوم، قام السلطان بدون إزعاج، ما سمع صوت الصايغ اللي بضايقه، انبسط، وعرف إنه الخطة نجحت، وتخلص من الصايغ إلى الأبد. حكى الملك للوزير: شايف عرفت دواه، سكت وبطّل يزعجني كل صبح بصوته. قال له الوزير: بس هذا راجل صالح، ليش هيك تعمل معه يا مولاي؟ قال له: لا بدي اقطع راسه ومستني الثلاث ايام يخلصوا. مضى ثاني يوم بدون ما يسمع السلطان صوت الصايغ اللي بيزعجه. وثالث يوم، يوم الموعد، قام السلطان ع صوت الصايغ: “يا فتاح يا عليم، يا رزاق يا كريم. قدرتك يا رب كبيرة وعلى كل شيء قدير. اذا سقط شي بالبحر بقدرتك الكبيرة بترجعه عالبر”. قام السلطان مستغرب، وصار ينادي ويصرخ: نادوا الوزير، نادوا السيّاف، نادوا الحرس. أخذهم وراحوا عند الصايغ بسرعة، وقال السلطان للصايغ: ياللّا هلقيت الموعد، خلصوا الثلاث ايام، وين الخاتم اللي عملت مثله؟ رد الصايغ وهو مرتاح: طيب يا مولاي، كل شي جاهز يا مولاي، تفضل ارتاح. السلطان استغرب من برود الصايغ، راح حكى له: اسمع، مش رح أسمح لك تتأخر، وين الخاتم؟ قال له: حاضر، بدك الخاتم الحقيقي ولا المقلد بالأول؟ أعطى الصايغ الخاتم المقلد للسطان، وبعدين أعطاه الحقيقي. استغرب السلطان، كمان الوزير اندهش، من وين جبته! كيف أنا مش مصدق حالي! حكى له الصايغ: أنا يا سيدي قلت لك إذا وقع شي بالبحر بقدرة ربنا بيرجع للبر، وسبحانه ربنا بقدرته الكبيرة رجعه. ضرب السلطان كف بكف، وقال: والله عجيب عجيب. قال له: لا مش عجيب يا سيدي، أنا بدي أحكي لك اللي صار. والله يا مولاي الملك، لما ملقتش الخاتم زعلت كثير، واسودت الدنيا بوشي، مرّ أول يوم وثاني يوم، وأنا عَ هالحال بدون أكل ولا شرب. فجأة مرق بياع السمك ومعه سمكة كبيرة من عَ باب دارنا، وراحت أم حسن اشترتها وحلفت لَتِعملّي السمكة، وآكل منها وربنا بيفرجها علينا، وحكت لي: اللي مثلك مش لازم ييأس من رحمة ربنا، وأنا حاسة إنه ربنا فرجه قريب. راحت تجهز الأكل، تنظف السمكة. شقت بطنها لقيت فيها حديدة، استغربت وراحت غسلتها وصارت تنادي فجأة: يا أبو حسن، يا أبو حسن شوف إيش لقيت ببطن هالسمكة. مسكه من إيدها وصار يقول: مش معقول! عرفت إنه خاتمك يا مولاي، وصارت أم حسن تزغرد وأنا صرت أعيّط من الفرحة، بس أنا يا مولاي بدي أسال سؤال: كيف الخاتم راح عَ البحر؟! بلا طول سيرة عليك يا مولاي، أخدت الخاتم ورحت ع المحل، وسهرت طول الليل أعمل لك الخاتم اللي طلبته، مثل خاتمك الاصلي حتى أوفي بوعدي معك. حكى له السلطان: إنت راجل صالح، وأنا بديش أعطيك ألف دينار، بدي أعطيك عشر آلاف دينار مكافأة، وأمر السلطان الوزير يعيّن أبو حسن حارس عَ بيت المال، وأمر الصايغ كل صبح يصَحّيه على دعائه: يا فتاح يا عليم، يا رزاق يا كريم. وتوته توته فرغت حدوتة   *************
ذكرت هذه الحكاية في:
2019-01-30T05:52:49+00:00