ملخص الحكاية
22ـ رنجة بنت رنجة الراوية: فوزية عاشور صلوا ع النبي كان يا ما كان، كان في مرت سلطان عطشانة، في يوم مرقت عن أولاد بيلعبوا، دعت: يا رب الله يعطيني ولد زي هالولاد، ونذرٍ علي لأخلي العتّالة تْعتّل، ويملّوا بركة سمن، وبركة عسل، وأفرّقهم عنه. سمعتها جارتها الختيارة، وسجلت الكلمة اللي حكتها في راسها. زي اللي كانت ابواب السما مفتوحة، الله أعطاها هالولد. كبر هالولد ودّته ع المدرسة، صارت تلاقيه العجوزة، وتقرصه قرصة كل يوم وتْقول له: اِوفي نذرك يا محمد أحسن حد يقصف عمرك، إوفي نذرك يا محمد أحسن حد يقصف عمرك، ينسى الولد. يوم الخميس، ربطت باِيده خيط. يوم الجمعة اِجت اِمه تحمّمه. لقت بايده خيط، ومْلَطّع أزرق أزرق، سألته: ليش يمّة رابط الخيط باِيدك وبَدَنك أزرق؟ قال لها: يمّة بتلاقيني كل يوم عجوز، بْتُقرصني قَرصة، وتقول لي: اِوفي نذرك أحسن حَد يقصف عمرك. من كثُر ما قالت حفظت كلامها لكن لما آجي عندك بنسى. قالت له: آه يمّة والله هالعجوزة على حق، بس ملهاش حق تقرصك وتلطْعك أزرق. غسلت البركتين ونظفتهم، صاروا ثلات أيام وثلث يعبّوهم، لما إنتلوا سمن وعسل خلّت جوزها ينادي هالمنادي. وقالوا له ينادي: اليوم نذر ابن السلطان، واللي بدو ياخذ سمن وعسل يروح ع البركتين ياخذ. صارت الناس تجري، العجوزة سألت أولاد ابنها: إيش الدعوة يا ستي، إيش الدعوة الناس بيجروا. قالوا لها: اِسكتي بدهم يا ستي يجوا عسكر السلطان ياخذوا النسوان العجايز يحبسوهم. اِلا هي بتقول لبنت ابنها: صحيح!! خبيني، خبيني، خبيني يا ستي. قالت: وين أخبيكِ. قالت: خبّيني بالصومعة. والله حطتها بقلب الصومعة، وسكّرت عليها وقالت: يا ستي اِتخبّي لما أقول لك اِطلعي. والله الناس صاروا يجوا، اِللي بطنجرته، واللي بسطله، واللي بجرته، واللي باِيده يجري، ومخلوش حاجة يا دوب عقاب. اِجت هالجارة بتحكي كثير، وكثيرة غلبة: وينك يا حجة، وين حسك وليي، الناس أخذوا كل السمنة، وين اللي بدها تاكل سمنه وعسل؟ صارت تقول: يا خيبتي يا ستي اطلعيني، اِطلعيني. الجارة قالت لها: إنت متخبية وين؟ الله ينكبك. قالت: بالصومعة ما لقيت غير ها البيضة، طقتها وشربتها وأخدت القشرة وراحت تقحف العقاب، وتحط بالبيضة. كان ابن السلطان، وابن الوزير قاعدين ع حفّة البركة هيك وباِيد ابن السلطان خاتم. ضحك ع ابن الوزير وبقول له: هالخاتم هلقيت بينزل بكسر البيضة وبيرجع لأصبعي. قال له ابن الوزير: والله إنت سلطان ابن سلطان. نزل الخاتم كسر قشرة البيضة، ورجع لأصبعه: رفعت العجوز راسها وهي بتقحف من البركة، لقت البيضة مكسورة. اِلا قالت: اِستكثرت عليّ آكل العسل، طيب الله يبليك بعشق رنجة بنت رنجة. حملت العجوزة حالها وروّحت، لا أخذت عسل، ولا سمن، والله يعلم اِذا ذاقت بتمّها ولّا مذاقتش. وابن السلطان، سجل بمخه كلامها، وراح لأمه قال لها: يمّة اعملي لي زادة وزوّادة توديني هديك البلاد. قالت: ليش يمّة! أرضك بتزيدها خليك، بدك تتجوز بَجَوْزك، وين بدك تروح يمّة. حكى لها: خلص بدي أروح. والله زي ما تقولوا عملت له زوادة، حبّة قرصات اِذا جاع بالطريق ياكل، ومشي. ودّعته ع البرّ وقالت: الله يسهل عليك. وصار يمشي ويمشي، ويمشي ع رجليه. قعد نهار ولاّ نهارين، لما وصل عَ بلاد الغيلان اللي فيها رنجة بنت رنجة. مشي بين هالجبال، لقى الغول بياكل حبة عظمات، وقايد نار. طرح عليه السلام، قال له: السلام عليكم يا عمنا الغول. قال له: آآه لولا سلامك سبق كلامك كان خليت أهل الجبل يسمعوا قرض عظامك. إيش جابك يا شاطر محمد لهان؟ قال له: جابني نصيبي. قال له: طيب، بيني وبينك عهد الله طالما طرحت عليّ السلام، دير بالك، قدام، بتلاقي أخوي، أكبر مني بسنتين وأوعى مني بدهرين، اصحك ياكلك. قال له: بسترها الله. سَيّبه، ومشي مشي. لقى الثاني بين الجبال بيحطب وبِيقيد نار بدو ياكل، إلّا هو طرح عليه السلام. قال له: آآه لولا سلامك سبق كلامك كان خليت أهل الجبل يسمعوا قرض عظامك. إيش جايبك يا شاطر محمد؟ قال له: جابني نصيبي. قال له طيب قدامك أختي أكبر مني بسنتين وأوعى مني بدهرين اصحك تاكلك. اِذا لقيتها ابتطحن فلفل اصحك تقرّب عليها اتخبى. وإِذا لقيتها بْتِطحن سكر، ورَادْحة بزازها ع كتافها بتخش، وبتمص من بزازها لتصير ابنها. راح لقاها بتطحن سكر ورَادْحة بزازها، أجا من قفاها ورضع من هذا مصة ومن هذا مصة وقال لها: السلام عليكم يا أمنا الغولة. التفتت عليه وقالت: آآه يا شاطر محمد لولا سلامك سبق كلامك كان خليت أهل الجبل يسمعوا قرض عظامك. بعدين إنت رضعت من بزيزاتي، وصرت أعز من وليداتي. قال لها: دبريني أنا جاي بدي وبدي وبدي وحكى لها القصة. حكت له: هالأيام بتطرح السجرة وبينزل حملها بس وين أوديك، ولادي سبعة لحسن ياكلوك. سحرته اِبرة. اِجو ولادها: يمّه ريحتك اِنس. قالت: ما في انس ولا جن. قالوا: لأ، ريحتك انس. قامت الابرة من صدرها، وغزتها بالأرض صار بني آدم. رحبوا فيه، كيفك يا محمد، كيف حالك، إيش جابك. قال: آه، جابني نصيبي، القسمة والنصيب. بدي توديني ع البلد اللي فيها رنجه بنت رنجه. قالوا: والله حظك حلو، الأيام هذي السجرة حاملة وطارحة سبحان الله، لكن بشرط تروحعالطاقة، تدق أول دقة تنزل للركبة، الثانية تنزل للحزام، الثالثة تنتش منها حبة حبتين قد م يجي معك أحسن تطبُق عليك الأرض بتروح. راحوا ودّوه ع الأرض، دق أول دقه نزل للركبة، ثاني دقة نزل للحزام، ثالث دقة اِنفتحت الطاقة، نتش هالحبة، الحبه جابت حبتين، يعني معه ثلاث حبات برتقان، حملهم وطلع فيهم. حملها وروّح، وهوّ ماشي بالطريق والطريق بعيدة. عطش، قال والله بدي أفلق حبة وأبل ريقي بالبرتقانة. فلقها الا طلعت منها حمامة بيضا. قالت له: مَيّة يا ابن السلطان، مَيّة. قال لها: فش ميّه، تْفَعْفَلت وماتت. نفس الاِشي، مشي كمان شوية عطش، قال: والله لأفلق كمان حبّة أَبِلّ ريقي، كلهم ح يطلعوا زي هديك! مش معقول. فلقها، الا طلعت الحمامة البيضا وقالت: ميّه يا ابن السلطان ميّه. قال لها: من وين المية هان؟ الا هيّ اِتفعفلت وماتت. ظلت وحدة، قال: والله لو بدي أطق من العطش مش فالق آخر حبة اِلا عند المية وأشوف. وظل يمشي، يمشي، يمشي، لما وصل هالبيارة، خش البيارة الا فيها بركة مية حواليها سجر. قال: بدي أفلق الحبة وأشوف، إلا طلعت له حمامة بيضا. قالت له: مية يا ابن السلطان مية. قال لها: على عيني وراسي غطها بالمية تشرب. الا اِنقلبت الحمامة صبية حلوة زي القمر. قال لها: وين أوديكِ. كلمته وكلمها وتآنسوا ع حفة هالبركة وارتاحوا. قال لها: يلا خلينا نرّوح. قالت أنا ما بروّح معك إلا اِن جبت طبلة وزمرة وعسكر وزفّة كبيرة من هان لبيتك. قال لها: كيف بدي أسيبك؟ وكيف أأمن عليك؟ في نخلة عند البركة قالت لها: يا نخلة أبوي، اِصغري وصيري قد خنصري. قِصرت وصارت طول خنصرها، وقعدت عليها. وقالت: مش ح نزل لما ترجع. وبعدين قالت: يا نخلة أبوي اِطولي زي الأول، وارجعي زي ما كنت، رجعت زي ما كانت. قالت: هلقيت بتأمن عليّ؟ قال لها: آآه. والله وهِيّ قاعدة ع النخلة ع بال م يجيب العسكر والجيش، أجت وحدة عبدة معها جرّة تملي ميّة من البركة وتقول: يا حماري ويا بياضي، وأصير عبدة الدار، وترمي الجرّة وتكسرها. هي كانت تْشوف خيال البنت من فوق النخلة ع المية، تكفي الجرة تكسرها. كل ما تجيب ماعون تكسره. عاودت حكت لها ستها: مالك مخلتيش اِبريق ولا جرّة ولا ماعون اِلا كسرتِيه، خذي هالابريق النحاس مليه ميّة. قالت: يا حماري يا بياضي وأصير عبدة الداري. والبنت مزوّقة حلوة ع النخلة وهيّ عبدة بشعة. شافتها بالمية الا قالت: يا حماري، يا بياضي وأصير عبدة الداري، خبطت الابريق منكسرش، النحاس بيرن، ضحكت اللي فوق النخلة، لما ضحكت، رفعت عينها شافتها. صارت تقول: يا حبيبتي ياختي، خذيني عندك ياختي، والله مَخلِتش لا اِبريق ولا جرّة الاّ كسرتُه، والله ستي لتعمل وتسوي فيّ، خبيني عندك، خبيني. اِجت قالت: يا نخلة أبويا اِقصري اِقصري وصيري قد خنصري. نزلت وشبّطت عندها وأخذتها. وبعدين قالت: يا نخلة اِطولي اِطولي واِرجعي زي ما كنت. رجعت زي ما كانت. ما أحلاك يا ختي أشوف إيش في براسك. صارت تحسس بشعرها، جابت العبدة سبع اِبر وغزتهم براسها، قلبت البنت حمامة بيضا، رجعت حمامة وطارت. أجا والله ابن السلطان بالطبل والجيش للعروس، عند ما وصلوا اِنزلي يا بنت قولي زي ما قلتِ، فش حدا. طارت الحمامة وإبعدَت ومحدش عرف وين. معرفتش إيش تقول العبدة. شبّط ابن السلطان وطلع يجيبها، والجيش والعسكر لما شافوها كشّو من لونها وروّحوا مْكَوْسين. أخذها وتجوزها وقعدها بالقصر وقال: يمكن تتغير. وأمه لما شافتها قالت له: لا بدي أشوفها ولا تشوفني، كنت تقول ح أجيب لك وحدة مثل القمر ما أحلاها، ورحت جبت عبدة سودة. والله سكنت الأم تحت، والزوجه فوق، عشان متشوفهاش. والله يوم من الأيام جاب السلطان عشّي يطبخ الرز واللحمة، الحمامة تيجي تقول للعشي: يا فرج يا فرج سيدك هنا واِلا خرج. يقول لها: خرج. تقعد تعيط وينزلوا دموعها اللولوـ سبحان الله ـ كان يلمهم وياخذهم ويشيط الرز وينحرق. كل يوم تيجي الحمامة تقول للعشي: يا فرج يا فرج سيدك هنا والّا خرج. وهو يلم اللولو ويشيط الرز. شكا الجيش للسلطان العشي. سأله: ليش بتحرق الرز؟ اِحنا مش عارفينك هيك، كان طبيخك كويس أول. قال له: والله في حمامة بيضا بتقولي: يا فرج يا فرج هنا سيدك واِلا خرج. بقول لها: خرج. بتعيط حب لولو وبقعد أنقي اللولو وبنسى الرز. قال له:طيب لما تيجي متقولش خرج، قول لها سيدك هنا، موجود بالقصر اوقفي ع الشباك بتشوفيه. والله اِجت وقالت: يا فرج يا فرج سيدك هنا واِلا خرج. قال: هنا، روحي ع الشباك بتشوفيه. نفس الاِشي، لما شافته نزلت وهدت ع ركبته، صارت العبدة تكشها زي اللي عرفتها وحسّت. قال لها: سيبيها. قالت: بتوسخ أواعيك. إيش بدك فيها؟ مشيت ع راسه، وع رجله. وصار يحسس ع راسها اِلا شبكت باِيده اِبرة، شالها. والثانية والثالثة والسابعة، قلبت الحمامة صبية حلوة وعرفها. قال: آه !! قولي لي إيش اللي صار؟ قالت: هيك هيك هيك وحكت له من حد ما سابها بالبركة وكيف اِجت هالعبدة وحكت بقيت الحدوتة. قال لها: آه إيش أسوي لك فيها. قالت: اِعملي رجليها خف قبقاب. واِيديها باب. قال لها: هو صحيح هيك. ذبحوها وأخذوا رجليها قبقاب، وعملوها ايدها باب. كل ما يقول الباب زيك، يقولوا لها: إنت اللي بديتِ بالفريق. وكل ما يدق القبقاب بالأرض طق طق، يقول لها: إنت بديتِ، بالحق.فرحت اِمه والجيش والبلد كلها بالعروس رنجة بنت رنجة اللي سافر وجابها من بلاد الغيلان. وتوته توته خلصت الحدوتة. ****ذكرت هذه الحكاية في: