نص نصيص

ملخص الحكاية

16ـ نص نصيص الراوية:  أمال الزتونية من غزة. تلفظ القاف ﭺ مصرية، والثاء تاء والذال دالا.   كان في هالزلمة متجوز هالوحدة، زي ما تقولوا قعد معها سنه سنتين مَخلفش. راح سيدنا بالله، تجوز كمان وَحدة عشان الخِلفة، برضه طلعت مسكينة مثل الأوّلَانية ومَخلفتش. سنة سنتين قال: إنتو الاثنتين بدون خلفة ولا حاجة ! قال بدي أجيب كمان وحدة يمكن تخلّف. صاروا ثلاثة، الثالثة برضه مَخلّفتش. يوم من الأيام قاعدين يِتْحدثوا، ويِشْكوا همهم لبعض إلا مارق هالواحد على هالكارّة بيقول: تفاح للحبل، تفاح للحبل، تفاح للحبل، سمعوا الثلاثة هالكلمة فتحوا الباب وطلعوا يِجْروا. قالوا له: تعال تعال، صحيح هذا التفاح للحبل؟ قال لهم: خذوا وجَرْبوا. اشتروا هالثلاثة كل وحدة تفاحة. وقالوا: بناكلهم ونتوكل على الله. راحت أول وَحدة غسلت التفاحة وأكلتها، والثانية غسلتها وأكلتها، الثالثة قسمت نص التفاحة، أكلت نصها، وقالت لضرايرها: مخلتوش لجوزكو؟! رفعت لجوزها نص التفاحة، وراحت حطتها ع باب الجرّة، بعد شوية أجا هالحمار أكل نص التفاحة. أجا جوزهم حكى لهم: على خير هالجَمعَه إيش في؟ قالوا: اسكت ساكت، أجا هالرجال ببيع تفاح للحبل، اشترينا وأكلنا، بركي يا ابن الحلال ربنا يرزقنا احنا الثلاثة مع بعض. قال لهم: انشا الله. قالت له مرته الثالثة: والله قسمت لك نص تفاحة، أجا هالحمار أكلها بعيد عنك. قال لها: يلا الله يعطيكو، يعني أنا بدي أحبل لآكل تفاحة! المهم إنت أكلتِ. بعد فترة هالثلاثة حملوا مع بعض، صاروا يقولوا لجوزهم اسكت والله التفاح جاب فايدة واحبلنا، والله يوم هالثلاثة وِلدوا مع بعض عشان أكلوا التفاح مع بعض، جابوا هالولاد، وهديك اللي اكلت نص التفاحة، جابت ولد صغير قزم وأخنف وحالته على الله. قالوا: والله هلقيت بنفكر بالأسامي، إيش نسمي هالولاد؟ قالت الأولى: أنا بدي أسميه حسن. والثانية: بدي أسميه حسين. والثالثة قالت: أنا عشان أكلت نص تفاحه بدي أسميه محمد وأقول له نص نصيص. كبروا هالولاد وصاروا شباب، يوم أبوهم قال لهم: إنتو كبرتو، أنا بدي أسافر أشتغل لازم أروح أشوف لي رِزْقة، إيش بدكم أجيبِ لْكم معي لمن أسافر؟ نط واحد قال له: جيب لي يابا فرس وبارودة، والثاني قال له: وأنا بدي فرس وبارودة، أما نص نصيص قال له: أنا يابا بدي مقليعة وجدي في دإنه صفارة. سافر أبوهم وبعد فتره رجع، جاب اللي وعدهم فيه. انبسطوا عليهم، وبيوم قالوا لبعض يلا نروح ع الغابة نتصايد. سحبوا حالهم الثلاثة وراحوا صاروا يتصايدوا، كان نص نصيص أشطر من اخوته، صاد هالغزالة بالمقليعة. اخوته غاروا منه تشاطروا عليه، مسكوه وشدّوا الغزالة منه، قالوا له: بدك تقول لأبوك انك أشطر منا وصدت الغزالة؟ أخذوا منه الغزالة، ولما وصلوا الدار صار حسن وحسين يقولوا: يابا احنا صدنا لك غزالة. بس نص نصيص قال ع طول: يابا أنا اللي صدت الغزالة، عاد أبوهم مصدقش صار يقول له: إنت يا نص نصيص صدت الغزالة!؟ إنت بتعرف تصيد!؟ اخوتك أشطر منك، اسكت والتهي بحالك. أبوه واخوته بيستهبلوه، لإنه قصير وأخنف وحالته على الله. مسكين، نص نصيص حط ع غِمرُه حجر وقال: طيب خلص إيش أعمل اخوتي اللي اصطادوا الغزالة. راحوا ثاني يوم يصيدوا، برضه نفس العَملِة صاد الغزالة، وأخذوها منه، وقالوا لأبوهم نفس الاشي. وأبوهم قال طيب، ديروا بالكو وإنتو في الصيد في وحدة ساكنة ع راس التلة، بيقولوا لها ستنا الغولة ساكنة بحوش ودار كبيرة كبيرة، بتبعدوا عنها. راحوا يصيدوا وصاروا يمشوا وِيْحُوموا عند بيت الغولة. بعد شويّه طلعت لهم إلا هي بتقول: أهلا وسهلا بولاد أخويا. وين ياعمتي؟ وين إنتو؟ ليش بتجوش عندي؟ قالوا لها: إنت مش عمتنا، احنا ملناش عمّة. قالت: هه أبوكو مقالش الكو اني عمتكو؟! قالوا لها: لا مقالش. قالت: أبوكو مقالش إنه الكو عَمّة. قالوا: لا والله يا عمتي لسه أول مره بنشوفك. قالت: أنا من زمان عندي مشاكل مع أبوكو، بس هُو حقد عليَ ومعرّفكوش على عمتكو هالعاطل، تعالوا يا عمتي يا حبايبي عندي. حسن وحسين قالوا تعالوا نعبر عندها يمكن صِدِق هذي عمتنا، نص نصيص قال لهم: لا لازم نروح نسأل أبونا. قال لها نص نصيص: إنت عارفة يا عمتي خلينا بس نروح هالمشوار ونغيب ساعة زمن، وإنت حضري لنا الاكل والشرب. قالت: طيب يا عمتي. رجعوا وين ع أبوهم قالوا له: يابا إنت الك أخت؟ قال: لا ما ليش. قال نص نصيص: آه يابا، نوناي كان أكنتهم الغونة، قصده ” لولاي كان أكلتهم الغولة”. كان ولادك بدهم يروحوا يمرقوا دارها، وقلت لها بدنا نروح مشوار ونرجع، عملت حيلة، ونفدت أنا واخوتي منها. ضحك أبوه وسكت. في اليوم اللي بعده راحوا يصيدوا، بعيد عنكو كانت الغولة مستنياهم ومتخبية ورا السجر ع التلة، لمن شافتهم صارت تنادي: تعالوا وين رحتو؟ طولتو عليَ، تعالوا بدي أطعمكو، تعالوا بدي أضيّفكوا، معرفوش يشردوا منها. أخدتهم بقلب الدار غَصِب عنهم، حكوا لها: أبونا هالساعة قلقان علينا. قالت: الله يقطعكوا ويقطع أبوكو، تعالوا إنتو عندي بس. صاروا يقولوا: يا وقعتنا ويا نايبتنا، وقعنا عند الغولة وإيش يخلّصنا منها؟ صارت تقول لهم: أنا عمتكو، حرام تناموا عند عمتكو! قالوا طيب يلا، الله يستر، بس عاد مش عارفين يناموا، قالوا لحالهم: بِنْبات ليلة نشوف. والله حطتهم بالاوضة بس خايفين منها، مش عارفين يناموا. أجت هالغولة بنص الليل تحسس عليهم وتقول: أكبّركو وأسمّنكو، وليلة الجمعه آكلكو، أكبّركو وأسمّنكو وليلة الجمعة آكلكو. سمعها نص نصيص، نقز وخاف، طِلع صوت، سمعته الغولة، قالت له: نام يا عمتي نام.قال لها: يا عمتي كيف أنام وقلبي خالي من الطعام. وصار يرجف من الخوف. الغولة قالت: مالك يا عمتي؟ سقعان بترجف، وصارت تغطيه،وكل شوية تحسّس عليهم: أكبّركو وأسمّنكو وليلة الجمعة آكلكو. قال لها نص نصيص:عمتي، عمتي. قالت: إيش يا روح عمتك. قال لها: أنا يا عمتي باكلش من هذا الأكل، أنا بدي قُـفّـة، وحمصي لي حبّة حمص، وفول، وعلقيني بالسقف، وأنا بظل طول الليل أقرمط بعرفش أنام. قالت: طيب أجيب لك قُـفّـة، وين بدك تنام؟ قال لها:علقيني بالسقف. والله علقته. وطول الليل يقرط عدس وفول وحمص، ويسمع صوتها رايحه جاية ع اخوته تحسس عليهم وهمّ ينقزوا وخايفين، وهُو طول الليل يقرط لما طلع الصبح. قال لها نص نصيص: يا عمتي، عارفة إيش نفسنا ناكل؟ خلينا نسمن شوية. قالت: اللي بدكو اياه يا عمتي، عنيّه، إيش بدكو أطبخ؟ قال لها نص نصيص: بدي ملوخية بالفول. قالت الغولة: طيب بس ع شرط، تْباتُوا عندي كمان ليلة. قال لها: طيب موافقين بس اطبخيها بالليل. طبختها المغربيات وقالت: كلوها يلا، أنا عندي مشوار بس ما تشردوا، وسكّرت عليهم الباب بالمفتاح، وطلعت تلاقي لها رِزْقة لإنها مش عارفة تاكل واحد منهم من نص نصيص اللي قاعد لها طول الليل. قال نص نصيص لحسن أخوه: تعال، ومسك طنجرة الطبيخ والمَغرفة، وفتح بنطلونه، وحطّ له ملوخية فيه، ومسك الثاني حسين وحط مغرفة الملوخية بالبنطلون، يعني وسّخهم. بعدين مسك الطنجرة ومَلّا حاله طبيخ ملوخية، وقال لهم: يلا ناموا هلقيت، ولا حركة قبل ما تيجي الغولة، قالوا: طيب لنشوف هالخطة. أجت الغولة، قالت لحالها: إيش يا نص نصيص، بشوفك نايم هان ع الأرض، ع لحساب، بتعرفش تنام ع الأرض، إيش دعوتك؟ بتعرفش تنام إلا بالقـفـة، ولا عشاني مش هان! قعدت قالت: لَيْكون كِبروا وسِمنوا لما أكلوا الطبيخ، أجت تحسّس وتقول: أكبّركو وأسمّنكو ويوم الجمعة آكلكو، يع يع الله يقرفك، إيش هاد؟ إيش عامل؟ راحت للثاني تحسّس وتقول: أكبّركو وأسمّنكو، يع يع إيش هذا عاملها ع حاله من الطبيخ اللي أكلوه. راحت لنص نصيص تحسّس عليه هَي هذا إنت، أكثر واحد عامل ع حالك الله يقرفك، إيش أعمل فيكو؟ راحت نامت. ثاني يوم الصبح قامت الغولة بدري تنادي: يا ولاد قوموا، يلا لساتكو نايمين! قالوا: يا عمتي خزيانين، وصاروا يِلَملموا بحالهم. قالت: إيش عامليناها ع حالكو؟! طيب إيش أعمل؟ فش ميّه عندي. قالوا لها: يا عمتي بنروح ع النهر هان جنبك، بنروح نتغسل فيه، وبنرجع لك والله ما احنا شاردين، بالأماريّة أعطينا ها الهَوّاية انحطها ع السجرة، وطول ما هِي بتلف، بتعرفي من بعيد إنه احنا لسّأنا هان. قالت: طيب، واصْحكم مترجعوش، أنا قاعدة ع الطريق أستناكم. راحوا وهُمّ ناشفين من الخوف، وعبروا النهر لقوا هالزلمة ع مركبه، نادوه: تعال يا عمي: وحكوا له قصتهم مع الغولة، وأعطوه درهم، بس يوَصّلهم ع ضفة النهر الثانية وينفّدهم، أهلهم أكيد قلقانين عليهم. قال لهم: طيب اركبوا بسرعة، وبالمجداف والقارب لما وصلوا ضفة النهر الثانية. هان الغولة صارت تقول: تأخروا الاولاد، طَوّلوا الاولاد، يا خيبتي عليهم إذا بدهم يشردوا بعرفوش إني مستنياهم بالطريق ومش رح ينفدوا مني ومفش غيرها هذي الطريق يمرقوا منها، وراحت تشوفهم لقت الهوّاية مش موجودة، انجنت وصارت تْعُضّ على أصابيعها لما قطعت أصبعها وهِي تْصرّخ: راحوا راحوا الاولاد شردوا خلص. رجعت ثاني يوم ع دارها، والاولاد وصلوا دارهم، قال لهم أبوهم: وين يا ولاد؟ وين هالغيبة؟ قال نص نصيص: اسكت يابا، الغولة حبستنا وكانت بدها تاكلنا، وأنا يابا أنقذتهم، وصار حسن يقول: لا يابا أنا أنقذتهم وحسين يقول: لا يابا أنا أنا اللي أنقذتهم. قال أبوهم: والله مش عارف أصدق مين فيكو، مش عارف أصدّقكم ولا أكذّبكم، بس أنا حذرتكو ما تقتربوا بيتها.بخاف عليكو، صاروا هالاولاد يفكروا ويفكروا هدولاك جبنا خافوا. بس نص نصيص قال لأبوه: جيب لي كانّة وحمان” يعني “جيب لي كارّة وحمار” وتكون عليها صندوق. والله جاب له أبوه وراح. راح نص نصيص ع بيت الغولة لما وصل عند بيت الغولة كانت نايمة، قال لحاله: أول حاجة أروح ع خُم الجأجات، فات، ودَبَص بين الجاج. صاروا الجأجات: كوكو، كوكو، كوكو، نص نصيص بالخُم كوكو، كوكو، كوكو، نص نصيص سرق الجاجات. سمعت الغولة، أخذت ضَو، وراحت على الحوش تشوف إيش في. لَبَد نص نصيص ورا الجاجات، ولإنه صغير مش باين، قالت الغولة: الله يقطعكو نص نصيص إيش بيجيبه نُص الليل بعد ما شرد مع اخوته. راحت نامت، وأخذ نص نصيص الجاجات ع الكارّة بالصندوق، ورَوَح ع أبوه. قال له: يابا هيّاني جبت جاجات الغولة. قال له أبوه: الله سترك وبكفيك لا تروح كمان على بيتها. إنت صغير وبخاف عليك. قال نص نصيص: طيب ونّه لأنوح أجيب غنمات الغولة” والله لأروح أجيب غنمات الغولة”. نزل عَ بيتها عمل فتحة صغيرة بالحيط، وصار يفك الغنم، ويحط ع الصندوق فوق الكارّة. صارت الغنمه تباعي وتقول: باع باع نص نصيص سرق الغنمات باع باع. طلعت الغولة ع الصوت وحملت ضوها وصارت تدَوّر ونص نصيص صار ينقز ويتخبى، بس اتخبى وملقتش حاجة. راحت الغولة نامت وقالت: انشا الله مردوش الغنمات، نعسانه بدي أنام. صبّحت الصبح لقت الغنمات رايحين. روّح نص نصيص وقال لأبوه: خود يابا هَي الغنمات، قال له: والله براو عليك، مش ضايل غير تجيب الغولة بحالها؟! قال له: بقدر يابا بس إنت تستـَقٍـلّش فيّ، والله لأجيبها بحالها. قالت امه: يمّه لَحسن تاكلك. قال لها: متخفيش يمّه، ابنك رجال والله لأجيبها هان وأسمّعك صوتها. قال: بس المرة هاي بدي أروح بالنهار بعرفش بالليل أجيبها عشان تكون صاحيه. راح اشترى كوم ليدن ملون على جميع الألوان، وحمل هالصندوق على الكارّة، وغيَر هيئته وشكله وتخفّى. ولمن وصل محلّ الغولة يقول: ليدن يا بنات، ليدن ملون يا بنات، وصاروا هالبنات يشتروا منه. سمعت الغولة، طلعت تقول إنت يا بياع الليدن، بدي أشتري ليدن. اطلعت على الكارّة وقالت إيش معك ليدن؟ قال لها: آه كل الألوان تعالي خذي. قالت: خود أعطيني. قال لها: إيش بدك ياه؟ أحمر ولا أخضر؟ تعالي ع الصندوق نقّي. شكّت فيه، قالت له: أمإنه ما إنت نص نصيص؟ إنت قصير وبتتكلم مثله. قال لها: مين هاد نص نصيص، أنا مش عارف عن إيش بتحكي يعني اللي خلق نص نصيص م خلقش غيره. قالت: يمكن إنت شبهه. دخلت بقلب الصندوق تنقي، وصار يقول لها ادخلي جواته، دخلت وراح سكّر عليها. صارت مثل المجنونة تصرخ: إطلِعني، والله إنت نص نصيص يا ملعون، والله إنت نص نصيص. قال لها: أبدا كيف أطلعك، وقعتِ بايدي بدي أخلص الناس من شرّك. وصل داره وصار يهلل ومبسوط: صدت الغولة، صدت الغولة، بس محداش مصدق من الناس. قال لهم: تعالوا شوفوا. صارت امه تقول له: إيش يمّة جبتها؟ قال: آه يمّه، آه يابا جبتها، بس محدّش مصدق. قال له أبوه: والله يابا إنت الجدع، إنت السبع، نفّدتهم وشردتهم وجبت كمان الغولة، هاد أخوكم هوه الريس عليكم، فاهمين. قال لأمه: تعالي يمّه، أنا وعدتك أسمعك صوتها، وصار يقول: إنت مش الغولة يلّي بالصندوق؟ قالت: آآآآآآآآآآآآه أنا الغولة. صارت تقول لأم نص نصيص: اطلعيني بعطيكِ ليدن أصفر وأحمر. قالت لها: احنا ما صدّقنا نصيدك ونِخلص منك. نزّلوا الصندوق وبعيد عنكم، تحت رجلين البقر حطّوه، والبقر خبّص خبّص لما الغولة اطّـبـقت بالصندوق وماتت، ومسكوا الصندوق، وبالبحر رموه وتخلصوا من الغولة. وتوتو توتو فرغت البدوتة. ***
ذكرت هذه الحكاية في:
2019-01-30T06:08:15+00:00