وْديعة مْفرقة السْبيعة

ملخص الحكاية

7ـ وْديعة مْفرقة السْبيعة الراوية: أم بشار فراشات./ بيت اولاـ الخليل   وحدو الله: لا إله إلا الله. باقي هالمرا مْخلفة سبع اولاد، ومشتهيّة بنت، بتقول: يا رب يطعمني بنت، يا رب يطعمني بنت، وأولادها متلهفين ع بنت، بقولوا لها: يمّا جيبي لنا بنت. كل ما اتجيب ولد يقولوا لها: يمّا بنت بنت، ولما اتجيب ولد ينجنّوا. كان اولادها بروحوا عَ الصيد. آخر حَمِل لها، بالبطن الثامن، قالوا لها: اسمعي يمّا إحنا بدنا نطلع عَ الصيد، ورح نغيب شهور، هذي المرّة إذا بتجيبي ولد غير انْهج وما انخش الدار، وإذا بتجيبي بنت هذا إحنا جينا وارجعنا. وعشان نعرف شو جبتِ، بتعلقي لنا باب الدار منخل، إذا جبت بنت. وإذا ولد بتعلقي لنا سيف. قالت: طيب. أجت حملت تسع شهور وولدت. وجابت بنت. تَ جابت البنت فرحت، وقالت للداية اللي أجتها تولّدها: بالله انكِ تعلقي لي المنخل باب الدار، عشان اولادي قالوا لي إذا جبتْ ولد بعلّق لهم سيف، وإن جبتْ بنت بعلّق لهم منخل. إذا شافوا السيف معلق بهجّوا بدهمش يرجعوا. علقي المنخل بسرعة حتى يجوني. قالت لها: طيب، كانت الداية بنت حرام بتغار منها ومن اولادها الشباب لإنها ما عندهاش حدا. راحت طلعت برّا وعَ السكت، علّقت السيف. أجوا اولادها، لمّا اتّجهوا ع الدار، واطّلّعوا ع الباب لقيوا السيف معلّق، قلَبوا حالهم ورجعوا، قالوا: والله هالدار ما بِنخشها ولا بندخلها. راحوا طشّوا في الخلا. بطّلوا يرجعوا. صارت إمهم ليل إنهار اتعيّط عليهم. تَ كبرت البنت،طلعت في الحارة تلعب مع البنات الحجلة. والبنات بيختلفن لمّن يلعبن، هذي بنت اتقول: وحياة إخوتي ما خَبَطِت على الحِزّ. تقول لها بنت ثانية: والله إنت خبطّي على الحِزّ، والله إنت، ما ادْري شو. هذيك ترد لها: وحياة إخوتي وشرف إخوتي ما خبطت. كل البنات بيحلفن باخوتهن، أما هي وقفت مش عارفة بشو تحلف، إلا البنات بقولوا لها: هَي إنت طلِعت كذابة، هَي إنت ما حلفتيش. قالت لهم: ما حلفتش عشان ما ليش إخوة. قالن لها: إلكِ إخوة بس إخوتك من تحت راسكِ هجّوا من البلد عشان إمك جابتكِ. البنت ما بقتش تعرف هالقصة، فرجعت اتعيّط لإمها، قالت لها: يمّا، أنا إلي إخوة؟ قالت لها: مين اللي قال لك؟ قالت لها: البنات اليوم عايَرِنّي بإخوتي، إلي إخوة وهاجّين بسببي.قالتِ لها أمها: إنت يمّا اسّعا ازغيرة ع هالحكي، واحنا بدناش انقول لّك ايّاه. قالت لها: أنا عرفت، لازم اتقولي لي، أنا هالحينة صرت كبيرة. قالت لها: إلكِ إخوة، وخرّفتها قصتها هيك هيك هيك صار معانا الداية سوّت هيك هيك، بدل ما اتعلّق لهم المنخل علّقت لهم السيف، فكّروني جبت ولد، وراحوا وهجّوا من الدار. قالت لها: طيب، أنا مصيري أكبر ولأدوّر عليهم. راحِن الأيام، أجِن الأيام، كبرت البنت، سحبت حالها وقالت لإمها: يمّا حطّي لي زادة وزوّادة بدّي أروح أدور عَ إخوتي. قالت لها: يمّا أنا خسرت إخوتك وأخسركِ؟! قالت لها: بدّي أروح أدور عليهم، هم راحوا بسببي، أنا اللي بدّي أدوّر عليهم. حطت لها هالزاد وهالزوادة وراحت تمشي تمشي، تمشي تمشي في الجبال اللي بصيدوا فيهن، من كثر ما مشت البنت تعبت. هِلْكت هَلَكان وهي ماشية. لقت هالمغارة، سحبت حالها تتآوى فيها. خشّت فيها. إلا في جوّا هالمغارة سبع تخوت، وسبع صحون، وسبع معالق. أجت اطلّعت ع هالأكل وأكلت من هالصحن وشبعت، ودحلت حالها من التعب ونامت ع هالتخت. غفت. ما دَرَتش عن حالها، في الليل إلا ها الإشي جاي. أجوا خشّوا هالناس في هالمغارة إلا هم سبعة، سبع شباب خشّوا كلهم، أجوا يوكلوا، لقي واحد منهم أكله مأكول منه، مين خاشّ في الدار، حدا خاشّ علينا، حدا خاشّ؟ أجا أخوهم الكبير إلا هو بِلْقى هالبنت نايمة ع التخت، قال لهم: اتفيقوهاش خلّوها، غطوها وهو نام عَ الأرض وقال لإخوته: تزعجوهاش خلّوها ت تصحى. صحيت الصبح، لقت حالها بينهم، قال لها: اتخافيش، بس شو قصّتكِ؟ قالت لهم: أنا بدّي الأمان، قال لها: عليكِ الله وأمان الله، واللي بدّو يخونكِ بخون الله. قالت لهم: أنا قصتي هيك هيك هيك، أمي خلّفت إخوتي سبعة، وقالوا لإمي إذا بتجيبي بنت بتعلقي المنخل وإذا بتجيبي ولد بتعلقي السيف، وأجت الداية علّقت لإخوتي السيف، عشان يهجوا، وهجّوا وراحوا، وأنا طلعت أدور عليهم. قالوا لها: متأكدة هذي القصة؟ قالت: آه. قالوا لها: إحنا إخوتك. عبطوا بعضهم واتعانقوا، وسلّمو اع بعض، هي طار عقلها، هم انبسطوا شو طار عقلهم. قال لها: يا ختي خلص هالحينة بدنا نحمل حالنا ونرجع لأمنا وأبونا، قالت لهم: طيب. قالوا لها: ما بنقدرش نرجع في ليلة ويوم، في علينا شغلات وحاجات، بنقضي أمورنا وبنرجع. قالت لهم: يا خوي هَي أنا بقعدِ لْكو في الدار بطبخ وبجهز وبنظف تَ تْصيروا راجعين. الحين، يوم من الإيام قاعدة تطبخ لإخوتها، كانت في بسّة جوا عندهم مربينها، أجت هالبسّة، وهي بتنقّي في حَبّة عدس تتطبخ لإخوتها، نطّت حبّة عدس ع الأرض، طالت حبّة هالعدس وأكلتها، إلا البسة بتقول لها: طعميني زي ما أكلتِ. قالت لها: أكلت حبّة عدس، خذي هَي حبّة عدس مثلي، قالت لها: لأ إلا اللي أكلتيها، قالت لها: أكلتها وبلعتها، قال: إلا هي، يا بتعطيني إيّاها يا أما ببوّل على النار وبطفيلكِ إيّاها. راحت طفتِ لْها النار. تَ طفت النار، البنت بدها تطبخ لإخوتها، فش عندها نار، مَ هي في خلا. قال: كيف بدّي أسوّي يا ربّي كيف بدّي أسوّي؟ وقفت باب هالمغارة، وصارت تتطلّع بها الدنيا، كلها خلا خالي وأرض فاضية، ما اطلّعت من ابْعيد إلا في شَعلة هالنار طالعة من ابعيد، قالت: والله يا فرج الله هرعيت في نار مولعة، بدّي أروح آخد منهم وَلْعة نار. راحت، ظلّت تمشي تمشي تمشي، مطرح بعيد تَ وِصلت، لقيت هالعجوز قاعدة حوالين هالنار قالت لها: سلام الله يا جدة، بدّي نتفة نار منك، قصتي هيك هيك، البسة طفت النار، بدي منكِ نتفة نار، قالت لها: ولا يهمكِ، إنت ابشري. خشّت جوا، جابت سطل حديد مخزق وحطّت هالسَكَن في قاعه، وحطّت فوقيه اشويّة هالجمر، وأعطتها إياها وروّحت. وهي ماشية السَكَن يهُر من السطل، هذا باقية العجوز غولة، وبدها تعرف وين هادي البنت بتروح، خزقتها من شان تمشي ع أثرها، ووين ما تروح السَكَن يهُر من الخزوق، ت وصلت للمغارة، خشّت، ولّعت هالنار وطبخت وسوّت كل حاجة، ومشّت هالطبخة. ثاني يوم إلا هالعجوز جاية عليها. ردّت عليها السلام، قالت لها: أنا العجوز اللي جيتِ عليها وأخدتِ مني النار. قالت: أهلا وسهلا. قالت لها: منين يا ابنيتي إنت عايشة ومع مين عايشة يا جدّة؟ قالت لها: والله يا جدّة قصتي واحد اثنين ثلاث، أنا هدول إخوتي عايشة أنا ويّاهم تَ نرجع عَ أهلنا. قالت لها: طيب يا ابنيتي إخوتك حافيين، مهريّات رجليهم خذي لك هالسبع ابوات لبسيهن لإخوتك بدال ما هم حافيين. قالت لها: الله يخلف عليك يا جدّة، يكثّر خيرك يا جدّة. أخذتهن، قالت لها: بس اسمعي. لبسيهم إيّاهن مع بعضهم، إصحي كل واحد يلبس لحاله، لازم في وقت واحد كلهم يلبسوهن مع بعضهن. قالت لها: طيب يا جدّة. والله فرحت البنت وكيّفت وانبسطت، والله وسحبت حالها هذيك وراحت. أجوا إخوتها روّحوا، ت روّحوا قالت لهم: يا اخوتي، والله هيك هيك صار معاي، رُحت امبارح على العجوزة جِبت منها نار، واليوم إجت زارتني، وجابتِ لْكو إبْوات من شان تلبسوهن. فرحوا في البوات، وهم يلبسوهن قالت لهم: بس بتلبسوهن مع بعض كلكم. قالوا: مع بعض، مع بعض، مش فارقة معنا. أجو لبسوا هالبوات هم يلبسوهن من هان، ويقلبوا غنم من هان، السبعة قلبوا غنم مرّة وحدة، يوم شافت إخوتها قلبوا غنم، طار عقلها، عرفت إنها خدعة من هذيك العجوز، وعرفت إنها غولة، قالت: خدعتني وانخدعت. الحين قلبتهم، عشان ترجع توكلهم، قالت: شو بدّي أسوّي؟ صارت اتعيط بدموع الغزاير. ساقت هالغنم قدّامها، وصارت تمشي بدها تاخذهم وتشرد، ظلّت تمشي تمشي تمشي، ظلّت تمشي ت وصلت قصر هالملك وصلت ع هالمزبلة للقصر، وصارت توكل في قشر هالخُضْرا، واتقشّر لإخوتها يوكلوا، تطعم فيهم، واتعيط. يوم رصد الملك من فوق، شاف إشي غريب، شو هذا؟ بنت قاعدة مع غنم! قال لخدمه: روحوا نادوا لي إياها. نادوها، قالت لهم: بطلعش إلا أنا والغنمات معاي. قالوا لها: كيف تطلعي ع قصر الملك ومعاكِ غنم؟! قالت لهم: إنتو حُرّين أنا هذا طلبي، يا بطلع أنا ويّاهن، يا بظل أنا ويّاهن، بِعجِبوش ينْزِلّي هانا، بِعجبه بطلع أنا ويّاهم. قال لهم الملك: خلّ يطلعن معها. أطلعتهن معاها، ت طلعوا، قال لها: شو إنت قصتكِ؟ قالت له: والله أنا مليش حدا، وحالتي على الله وبرعّي في هالغنمات. شافها ملكة جمال، أجا حَبها ابن الملك، قال لها: شو رأيك تتجوّزيني على سنة الله ورسوله؟ هالحين هي مضطرة لأي إشي لإنها مقطوعة، قالت له: أنا موافقة بتجوّزك بشرط. قال لها: إحكي شرطك. قالت له: شرط يسكنوا هذولا الغنمات في غرفة جنب غرفتي، وأطعمهن كل يوم بايدي. قال لها: موافق. اتجوّزها ابن الملك، ت اتجوّزها سوّت لهم هالغرفة وزبّطتهم، صارت كل يوم هي اتفطّرهم، وهي تطعمهم، واتغديهم، واتنظّفهن واتساويلهن كل اشي. طيب، والله حمَلت وخلّفت، جابت ولد، إنهار ما جابت الولد، إلا هي جاي الغولة، باقية تْقصّ على أثرها تَ لحقتها. أخفت حالها في صورة مرا عجوز بتحمّم المواليد الصغار. قالت: أنا بدي أحمّم الولد. قالوا لها: طيب. الحين هي ما شافتهاش، أعطوها الولد تحمّمه، شو امسوية فيه؟ طلعت هالمسمار ودقته في رجل الولد. ما دقّت هالمسمار، فرّ الولد، اتحوّل طير، وفرّ وطار. طار الولد من هون وهي نفدت وشردت من هون. أجت إمه تسأل: وين الولد؟ وين ابني؟ قالوا لها: هيك هيك، عرفت. صارت اتعيط، ويلها ابنها طار، وويلها إخوتها خرفان. صارت اتعيط ليل انْهار. هالحين ابنها كل يوم يجي مع رفّ هالطيور يرفرف حواليها، ويقف اقبالها، أمه تجي عليه ادّلي صدرها اترضع فيه، وبعد ما يرضع يرفرف ويطير، وهي اتعيط. يوم من الايام، من كثر ما حَزّنت جوزها عليها وهي اتعيط، قال لها: شو قصتك؟ قالت: قصتي واحد اثنين ثلاث، وحكت له من أوّل ما اتعلّق السيف لَحدّيت قصة الغولة هذي. قال لها: وين الغولة هذي؟ قالت له: في المطرح والمكان الفلاني. الحين أجا الملك جاب خدمه وحراسه وجيشه كلهم، وقال لهم: بدي اتجيبوا لي ايّاها وتطلعوا لي اياها عنا هون، راحوا ظلّوا يدوروا عليها ت جابوها، جابوا هالغولة بين ايديه، قال لها: هالحينة بدك تنقتلي إلا إذا بتقولي شو سوّيتِ فيهم؟ كيف علاجهم؟ واتْعالجيهم. لما شافت حالها هالزاي، قالت لهم: هذول الغنم لبّستهم بساطير، وت أشلّحهم البساطير بعاودوا يرجعوا أوادم. وهذا الولد حطّيت في رجله مسمار، وتَ أطول المسمار برجع آدمي. الحينة راحت شلّحت الغنم البساطير، رجعوا شباب، راحت على الطير مسكته وقامت المسمار، رجع ابنها طبيعي، عاد سوّوا هالفراح وهالليالي الملاح وهالعز وهالدنيا وحملوا حالهم ورجعوا هي والملك ومعهم إخوتها وابنها رجعوا على أمها وأبوها، إلا أمها وأبوها عميانين، ولا واحد بشوف من كثر ما هم امعيطين على الاولاد والبنت، رجعوا، كل واحد حط ايديه على عينين أمه وأبوه ت عينيهم فتّحت بقدرة الله، بعدين سوّوا هالولايم وهالفراح وهالليالي الملاح وهالعز اللي هم فيه، وطار شرارها عليكِ وحدة بدالها.   ******    
ذكرت هذه الحكاية في:
2019-01-30T05:55:43+00:00